المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, 2014

الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لمن نسي شيئاً

حَكَمَ بعضُ المعاصرين على مَنْ صلى على النبي صلى الله عليه وسلم ليتذكر شيئاً بالبدعة. والحق أنَّ ذلك ليس بدعةً ولا ممنوعاً للأسباب التالية: الأول: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله وسلم في هذا الموطن واردةٌ في حديث ضعيف، والأحاديث الضعيفة لا مانع من الاستئناس بها في فضائل الأعمال، وقد حكى الإمام النووي الإجماع على ذلك. خَرَّجَ أبو موسى المديني من طريق محمد بن عتاب المروزي: حدثنا سعدان بن عبيدة أبو سعيد المروزي: حدثنا عبيد اللَّه بن عبد اللَّه العتكيّ، عن أنس بن مالك- رضى اللَّه تبارك وتعالى عنه- قال: قال رسول اللَّه صلّى اللَّه عليه وسلّم: إذا نسيتم شيئا فصلوا على تذكروه إن شاء اللَّه تعالى. قال الحافظ أبو موسى وقد ذكرناه من غير هذا الطريق في كتاب (الحفظ والنسيان) . وقد أورد ذلك دون نكير الإمام ابن القيم في جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على محمد خير الأنام (ص: 429) قال: (فصل: الموطن الثاني والثلاثون من مواطن الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم إذا نسي الشيء أو أراد ذكره ) كما أورده الإمام تقي الدين المقريزي (المتوفى: 845هـ) في كتابه إمتاع الأسماع (11/ 146) تحت عنوان (ال...

إتحاف الأحباء بخصوصية الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد: فقد طلب مني بعض الفضلاء بيان حكم الاعتناء بـ  "الدعاء بين الظهر والعصر من يوم الأربعاء" فكان هذا البحث المختصر، أسأل الله أن يكون نافعاً لكاتبه وقارئه.  وقد ورد في الدعاء بين الظهر والعصر يوم الأربعاء حديثٌ مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذكره ثم أورد تخريجه والحكم عليه من كلام أئمة الحديث، ثم أورد بعض أقوال أهل العلم في تخصيص هذه السنة وأنها من الأزمنة التي ترجى فيها الإجابة. حديث جابر: عن جَابِر ابْن عَبْدِ اللهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا فِي مَسْجِدِ الْفَتْحِ ثَلَاثًا: يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَيَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَيَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، فَاسْتُجِيبَ لَهُ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ بَيْنَ الصَّلَاتَيْنِ، فَعُرِفَ الْبِشْرُ فِي وَجْهِهِ. قَالَ جَابِرٌ: فَلَمْ يَنْزِلْ بِي أَمْرٌ مُهِمٌّ غَلِيظٌ، إِلَّا تَوَخَّيْتُ تِلْكَ السَّاعَةَ، فَأَدْعُو فِيهَا فَأَعْرِفُ الْإِجَابَةَ. وروا عمر بن شبة النميري البصري (المتوفى: 262هـ) في تاريخ المدينة لابن شبة (1/ 60) عَنِ ا...

السباحة عكس التيار .. الأصل والطارئ

تكلمت مراراً عن أنَّ السواد الأعظم من علماء الإسلام، رجال المذاهب الأربعة، (أبو حنيفة ومالك والشافعي وأحمد وأتباعهم) الذين أظهر الله مذاهبهم على أمصار البلاد الإسلامية، قد أسسوا بنيان مذاهبهم، وأرسوا قواعد فهمهم على أصول ثابتة راسخة، لا يمكن لأيِّ فكر نابت أن يثلمَ بنيانهم، أو يُوهنَ كيانهم، وهم من يقومون على منهاج الأزهر الشريف، والزيتونة، والقرويين، ومحاظر شنقيط، والأحساء وزبيد وتعز وحضرموت، والشام والهند. وفي عصرنا هذا ظهرت تيارات تنكرت لتلك المذاهب السَّنِيَّةِ، وحادت عن طريق أئمة الإسلام وفقهاء الملة، وهذه التيارات وإنْ كانت متباينة في مواقفها، ومتخالفة في طرائقها؛ إلا أنَّه يجمعها مفارقة جمهور الأمة، وتَنَكُّب طريق أهل الحق والاعتدال، ومن هذه التيارات: تيار من المفكرين:  وهم طائفة لم ترسخ قواعد العلم في نفوسهم، ولم يرتاضوا بالعلوم العقلية والنقلية، وهؤلاء يميلون مع طبائعهم حيناً، ومعَ ما يُمْلِيْهِ البحث الجزئي المنفصم عن القواعد والمقاصد حيناً آخر، فإنْ غلبتهم الغَيْرَةُ والشدَّةُ مالوا إلى شدائد ابن حزم، وأفكار الخوارج، وتناقضات المعتزلة.  وإنْ انفت...