المشاركات

عرض المشاركات من 2015

تقسيم التوحيد إلى ألوهية وربوبية لحجة الإسلام يوسف الدجوي 1365هـ

قال العلامة الحجة المتكلم أبو المحاسن جمال الدين يوسف بن أحمد الدِّجوي المالكي الأزهري المتوفى سنة 1365هـ: جاءتنا رسائل كثيرة يسأل مرسلوها عن توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية ما معناهما؟ وما الذي يترتب عليهما؟ ومن ذا الذي فرق بينهما؟ وما هو البرهان على صحة ذلك أو بطلانه؟ فنقول وبالله التوفيق: إن صاحب هذا الرأي هو ابن تيمية الذي شاد بذكره، قال: ((إن الرسل لم يبعثوا إلا لتوحيد الألوهية وهو إفراد الله بالعبادة، وأما توحيد الربوبية وهو اعتقاد أن الله رب العالمين المتصرف في أمورهم فلم يخالف فيه أحد من المشركين والمسلمين بدليل قوله تعالى: (ولئن سألتهم من خلق السموات والأرض ليقولن الله)) اهـ. ثم قالوا: إن الذين يتوسلون بالأنبياء والأولياء ويتشفعون بهم وينادونهم عند الشدائد هم عابدون لهم قد كفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان والملائكة والمسيح سواء بسواء، فإنهم لم يكفروا باعتقادهم الربوبية في تلك الأوثان وما معها بل بتركهم توحيد الألوهية بعبادتها، وهذا ينطبق على زوار القبور المتوسلين بالأولياء المنادين لهم المستغيثين بهم الطالبين منهم ما لا يقدر عليه إلا الله تعالى... بل قال مح...

الصحابة لم يحتفلوا بالمولد النبوي

لو كان الإنسان في مجلس وفيه الإمام شيخ الإسلام أبو شامة المقدسي وشيخ الإسلام تقي الدين السبكي وشيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني وبقية الأئمة الذين يرون مشروعية الاحتفال بالمولد النبوي الشريف وقال قائل: إنَّ من اختار الاحتفال بمناسبة المولد النبوي فقد اختار غير طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم، وغير طريق أصحابه، وغير طريق التابعين، وأنهم تركوا الاقتداء بسلف الأمة لما قبلوا منه قوله ... فالأمر ليس كذلك ... وظني أنَّ هؤلاء الأئمة الذين يرون مشروعية الاحتفال بالمولد سيقولون: لك أن تختار عدم الاهتمام بهذه الليلة ... ولكن لا تنسب فعلك هذا إلى النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف ... لأن ((هذه الصورة)) من ((الاهتمام)) لم تكن في ((عصرهم)) ومن ثَــمَّ فليس لهم ((حُكْمٌ عليها)) لا بمشروعيتها ولا بعدم مشروعيتها ... ولا يطالب الجد الذي في قبره أن يسمي المولود الذي خرج إلى الدنيا بعده ... ((الحوادث)) إنما ينظر فيها العلماء ((بعد ولادتها، أي بعد حصولها)) .. وهذه ((الحادثة)) المكونة من ((قرآن، وسيرة وإنشاد وإطعام)) مكونة من ((مجموعة سنن)) فليس المولد إلا ((سنناً مجتمع...

مناقشة لا في المولد .. بل في منهجية الحديث عنه

هذه وقفات مع ما كتبه (...) في تحريم الاحتفال بالمولد ... أولاً: رسالة الشوكاني في المولد النبوي في غاية من الضعف، ومن نظر لكلام الشوكاني، ثم عرضه على مناهج الاستدلال لم يتوقف لحظه في ابتعاده عنها، وجميع ما أورده الشوكاني قد أجاب عنه الإمام السيوطي بأجوبة جارية وفق مناهج النظر ودراية الأثر. ثانياً: نقل عن الشوكاني أنه نقل المنع عن الفاكهاني .. وأزيده من الشعر بيت .. فقد جنح للمنع الشاطبي ولابن الحاج كلام مضطرب، فإنه (أعني ابن الحاج) مع كونه يقول ببدعة الاحتفال بالمولد إلا أنه يرى أن يستقبل ويستثمر شهر ربيع بالطاعات والقربات والصلاة والسلام على خير البريات ... وممن قال ببدعيته ابن تيمية رحمه الله، ولكن جمهور العلماء بعد حدوث هذا النوع من (الاحتفال) ذهبوا إلى جوازه. ثالثاً: نقل عن الشوكاني أنه زعم إجماع الأمة على عدم الفعل قبل ظهور فرقة الباطنية والحقيقة أن هذا ليس محل خلافٍ، إذْ لو كان قد فعله الصحابة لما اختلف الناس فيه، والمسألة الحادثة إنما يبحث الناس في حكمها بعد حدوثها، ولا يصح أن يُنسب إلى العلماء الذين كانوا قبل أن يكون ذلك الأمر الجديد أنهم يمنعونه أو يجيزون...

مقالان للعلامة يوسف الدجوي المالكي في التوسل والاستغاثة

تعرض العلامة شيخ الأزهر المحدث يوسف الدجوي المالكي رحمه الله لهذه المسألة بتفصيل، وذكر الاعتراضات التي يذكرها المانعون للاستغاثة، ثم أخذ في الجواب عنها، بأسلوب سهل جميل، قال رحمه الله: (لا تزال ترد إلينا الرّسائل بشأن التوسّل طلبًا للتوضيح والإسهاب. وقد ذكر بعض مرسليها أن من الناس من يكفّر المتوسّلين برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الّذي سنتوسّل به جميعًا يوم القيامة على ما نطقت به الأحاديث الصحيحة. ولو قالوا إن في المسألة تفصيلاً، أو أنّ بعض العبارات التي يقولوها المتوسّلون، أو الزائرون ينبغي التّحاشي عنها، وتعليم ما يصح أن يقول في توسّله أو عند زيارته، لقبلنا منهم ذلك وشكرناهم عليه، ولكنهم أفرطوا كل الإفراط، فرأينا أن نفيض القول في ذلك، فلعلّنا بزيادة التّقرير والتّكرير نُزيل تلك العقيدة التي هي أخطر شيءٍ على الإسلام والمسلمين. ولنجعل الكلام معهم في مقامين، حتى نفحمهم بالمعقول والمنقول، فنقول: الكلام معهم في جهة الدليل العقلي، وما نضطر إليه من الدليل النقلي. قبل أن نخوض في هذا الموضوع نحب أن نشترط على المنكرين أن يصبروا صبر المرتاضين بصناعة المنطق، العارفين بقوان...